خرجت إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، عن الصمت الدبلوماسي تجاه السلوك القطري الداعم للإرهاب في منطقة الشرق الأوسط، في ظل مساعي الإدارة الجديدة للبيت الأبيض لتهدئة الأوضاع والسيطرة على الإرهاب المتنامي دوليا، ومثل دول المنطقة نقطة تصدير رئيسية لتموضع التنظيمات الإرهابية وتحريك عناصرها في جميع أنحاء أوروبا.
وجاءت زيارة وزير الدفاع الأمريكى جميس ماتيس، بدول المنطقة التي شملت السعودية ومصر وقطر ضمن هذا المخطط.
تحذير شديد اللهجة
وعلقت مجلة "فوربس" الأمريكية على زيارة وزير الدفاع الأمريكي لقطر، قائلة إن هدف زيارته تردد صداه في منطقة الشرق الأوسط بأكملها رغم عدم الكشف عنه.
وذكرت المجلة، أن "ماتيس" وجه تحذيرًا شديد اللهجة إلى أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني خلال لقائهما السبت الماضي، وذلك بسبب دعم الدوحة لجماعة الإخوان.
ونوهت بأنه قد يكون ماتيس قال كلمات أكثر صرامة للقطريين سرًا، فقائد المشاة البحرية السابق الذي قاد القتال بمنطقة الشرق الأوسط، يفهم بالتأكيد التهديد الكبير الذي تمثله الجماعة وفقا للمجلة.
الصمت المهذب
وإن لم يكن الأمر كذلك، فإن أمريكا ستأسف قريبًا على الصمت المهذب حيال دعم قطر لجماعة الإخوان، ولن تكون قادرة على هزيمة "الإرهابيين" إذا لم يتوقف أصدقاؤها عن تمويلهم.
وحسب المجلة فإن مراقبين ينتظرون اللحظة التي ستقوم فيها واشنطن، باتخاذ موقف قاس تجاه قطر لدعمها المفتوح للجماعة.
دعم الإخوان
وبسبب الدعم القطري لجماعة الإخوان، اندلعت في العام 2014 خلافات مع السعودية والبحرين والإمارات، الأمر الذي قامت على إثره هذه الدول بسحب سفرائها من قطر.
وبالرغم من بعض محاولات المصالحة عبر التصريحات العلنية من كلا الجانبين، إلا أنه وراء الكواليس لا يزال جيران قطر غاضبين بسبب استمرار الدوحة، في تمويل ودعم الجماعة التي تريد زعزعة استقرار بلدانهم.
وشددت المجلة على أن دعم قطر للإخوان معروف جيدًا ومحط جدال دائم، ويرى المسئولون السعوديون والمصريون بأن قطر تعمل منذ وقت طويل على تمويل جماعة الإخوان عبر منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك المجموعات التي تعمل للإطاحة بحكومات مصر والسعودية الحليفتين الرئيسيتين للولايات المتحدة.
وعرضت قطر أيضًا ملاذًا لعدد من الإرهابيين المرتبطين بجماعة الإخوان، بمن فيهم الكويتي خالد الشيخ محمد العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر، حيث قامت الدوحة بتقديم وظيفة وشقة سكنية له في العام 1996.
ولم تتمكن السعودية وغيرها من دول الخليج من التعويل على الكثير من دعم إدارة أوباما لها في محاربة الجماعة، إذ يعتقد بعض المسئولين العرب أن أوباما كان مقربًا جدًا من الحكومة المصرية خلال حكم الإخوان، التي أطيح بها في ثورة 30 يونيو، بينما يخشى مسئولون عرب آخرون، خجل أوباما في الماضي من مجابهة أمير قطر.
حسم ترامب
أما الرئيس الجديد دونالد ترامب فقد لاقى ترحيبًا كبيرًا من السعوديين والخليجيين، فهو يبدو قويًا وحاسمًا على شاشة التليفزيون كما نال إعجابهم أثناء اجتماعاتهم الخاصة.
وطبقا للمجلة الأمريكية، فقد أعرب العديد من حكام الخليج وبسرية تامة، عن أملهم في أن تستغل إدارة ترامب زيارة ماتيس لتسليم رسالة إلى قطر، مفادها إذا كنت ترغب بالحصول على حمايتنا فيجب عليك التوقف عن دعم جماعة الإخوان، الذين يهددون سلام وأمن حلفائنا ووطننا، وإذا كنت ترغب بالاستمرار بإيواء وتمويل هؤلاء المتطرفين، فإنك سترى الحماية العسكرية تحلق بعيدًا، أنت الآن لوحدك في أحد المناطق الأكثر خطورة في العالم، على حد تعبير المجلة.
وتمتلك الولايات المتحدة قاعدة جوية في قطر، بها نحو 10 آلاف أمريكي، وغالبًا ما تستخدمها قوات البحرية الأمريكية.
وقت العودة
ووفقا للمجلة فإنه بالنسبة لقطر فقد حان الوقت لإعادة التفكير في استراتيجيتها، فقد كانت القطب الثالث في سياسات الشرق الأوسط على مدى العقدين الماضيين، ووضعت نفسها بين إيران والسعودية، فقطر يمكنها أن تكون صديقة لأمريكا وللإخوان أيضا.
أما الآن، وبينما تعمل إيران على بناء القنابل النووية وتأجيج الحروب الأهلية، في سوريا واليمن وغيرها من الأراضي السنية، فقد حان الوقت لقطر للاختيار، فهي يمكن أن تنحاز إلى إيران وروسيا وجماعة الإخوان، أو تنحاز للسعودية والولايات المتحدة، فقطر يجب أن تختار بين النزعة العسكرية والحرية، وبين الماضي والمستقبل، وبين التطرف والتسامح
0 التعليقات:
إرسال تعليق